السبت، 9 أبريل 2016

(سيرة) الشهيد شعبان سليمان الدحدوح

الشهيد القائد شعبان سليمان محمد الدحدوح أبو المجد



البطاقة التعريفية بالشهيد شعبان الدحدوح
الاسم: شعبان سليمان محمد الدحدوح (أبو المجد).
تاريخ الميلاد : 3/5/1984م.
الحالة الاجتماعية : متزوج.
الأبناء : مجد وسليمان ومحمد وآية.
الصفة التنظيمية: أحد أبرز قادة سرايا القدس في لواء غزة وقائد كتيبة الزيتون.
تاريخ الاستشهاد : 21/7/2014م.

بزوغ الفجر
يقول والد الشهيد القائد شعبان الدحدوح "أبو محمد" أن (أبو المجد) نشأ بين أسرة مجاهدة تعرف واجبها الديني والوطني تجاه القضية الفلسطينية، فعائلة الدحدوح قدمت الكثير من الشهداء الذين استشهدوا على مذبح الحرية وفداء للدين والوطن، ومنذ ولادته كان عليه علامات الذكاء وعندما بدأ يكبر ظهرت عليه القوة الجسدية والجسمانية فكان طويل القامة وذو بنية قوية، بالإضافة إلى الهدوء الذي تحلى به أبو المجد وأيضا كان له هيبة الرجال.
وأضاف: "درس الشهيد القائد شعبان الدحدوح المراحل الدراسية في مدارس الزيتون ودرس الثانوية العامة في معهد الأزهر الديني بغزة والتحق بالجامعة ليدرس إدارة أعمال. وكان شعبان منذ نعومة أظافره ملتزما بأمور ديننا الإسلامي فكان يصلى ويصوم وهو في سن صغير وكل هذا لأن العائلة بالأساس متدينة وملتزمة بتعاليم ديننا الحنيف".
ويتابع الحاج أبو محمد: "انتمى أبو المجد لصفوف الجهاد الإسلامي من نعومة أظافره في سن مبكر وكان عمره 14 عاماً وعندما كبر التحق ضمن صفوف العمل الجهادي والعسكري فكان مجاهدا منذ بداية العمل العسكري، فالتحق ضمن صفوف سرايا القدس في أوائل الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى" وكنت أخاف على شعبان واقلق عليه وخاصة أن هذه الطريق صعبة وشاقة وطبيعتي كأب أخاف على ابني فكنت عندما يخرج لمواجهة الاجتياحات والتصدي للتوغلات الصهيونية كنت أحاول أن أمنعه وعندما كان يعود أقف له وأحاول أقنعه بأن يترك هذا الطريق وتصل أحيانا للصراخ في وجهه فقال لي شعبان" أنا قاطعت عهدا لله أن أفدي وطني وديني وأن أحافظ على عهد الشهداء بهذه الحركة المجاهدة ولن أتراجع إطلاقاً".
ومضى يقول: "عندما أيقنت أنه مصمم على هذه الطريق، أنا راجعت نفسي وقلت أن الجهاد فرض عين ونحن تحت احتلال والجهاد واجب علينا حتى دحر العدو من أرضنا الغالية "فلسطين" فتركته وجعلت أمري لله، وكنت أطلق عليه لقب الحكيم بسبب عقليته الراجحة وسريرته الهادئة عندما يواجه مشاكل أو أمور صعبة وكان يعرف كيف يحل أي المشكلة فكان صاحب عقلية فذة وعقل رشيد يسبق سنه".
وأردف قائلاً :"كان أبو المجد صاحب صفات راقية ورائعة جدا استمدها من تعاليم ديننا الحنيف فكان كريما متصدقا يعطي ولا يبخل على أحد، وكان صادقا وخلوقاً وصاحب نخوة فكان يملك نخوة الرجال، وكان يصرف دخله على الشباب المجاهدين وبيته دائما كان عامر بالأصدقاء والأحباب والكل يحب شعبان وكان بارا بي وبوالدته وكان يعاملنا برفق لا يغضبنا ودائما كان مرضيا ويصر على أن يأخذنا إلى أماكن ترفيهية ليحرص على إسعادنا رحمه الله".
وختم بالقول: "أنا لدي خمسة من الأبناء متزوجين بما فيهم شعبان رحمه الله "طبيعتي أحب أبناء أبنائي ولا أتناول الطعام إلا ويكونون هم موجدين معي على المائدة ولكن كنت أحب أبناء شعبان أكثر فهم مميزين وأحن عليهم وأعطيهم مصروفهم والآخرين يقولون لي عن طريق الممازحة لماذا تحب أبناء شعبان، فأقول لهم هؤلاء أبناء الشهيد الحي شعبان الدحدوح" لأني كنت أتوقع استشهاد شعبان في أي لحظة".

البار بوالديه
أما والدة الشهيد تتذكره وتقول: "كان شعبان وهو طفل بار بنا وحنون جداً وذكي وكان رحمه الله يتفقدني دائما وخاصة كل يوم جمعة يأتي ويقول لي "بدنا نتناول الغداء مع بعض" ولا نرى شعبان كثيرا في المنزل بسبب انشغاله في عمله الجهادي ولكن هذه الجلسات كانت تعوضنا عن الأيام التي لا نراها فيها والحمد لله قام بالحج مع والده, وكان أبو المجد يطلب الشهادة ويتمناها والحمد لله نال ما تمنى وارتقى شهيداً ، وكل أم تحزن على فراق ابنها وفلذة كبدها وتلقينا الخبر كالصاعقة ولكن حمدنا الله بقلوب راضية بقضاء الله ولكن قبل معرفة استشهاده كان البعض يقول لنا أن أبا المجد نجا بسبب عدم وجود جثته وبقينا على أمل يقولون يمكن مختبئ في مكان ما، ولكن كان مستشهدا من أول ضربة تلقاها المكان الذي كان متواجد فيه، ولكن أبو المجد طوال فترة الحرب الأخيرة وهو في الميدان ولم يغادره حتى في آخر لحظة قبل رحيله نحو العلياء.

الزوج الحنون
زوجة الشهيد القائد شعبان الدحدوح قالت: "أبو المجد رجل حنون جداً وخاصة على أولاده, حيث كان رحمه الله باراً بنا ويلبي جميع ما نطلبه منه، وكان يشتاق لأبنائه كثيرا لأنه يأتي للبيت في أوقات متأخرة بحكم عمله الجهادي والمسئوليات التي كانت على كاهله وأحيانا يأتي ويقظ أبنائه من نومهم ويعطيهم الحلوى ويجلس معهم ليعوضهم عن الأوقات التي لا يراهم بها وأحيانا يفرغ نفسه للأسرة ويقوم بإخراجنا في رحل ترفيهية".
وتتابع أم المجد: "كان الشهيد شعبان بالنسبة لي كل شيء وكان هو الأب والأم والأخ والزوج الطيب الحنون والرفيق والصديق وكان يقول لي "أنا مش مطول في هذه الدنيا" وكان يقول لي لا تبكي على كما يبكن النساء على أزواجهن وأريدك صابرة محتسبة أمرك لله, وقبل استشهاده بثالث أيام رمضان رأى رؤيا وذهب إلى الشيخ عماد حمتو وحدثه عن الرؤيا وقال له ستكون هذه الرؤيا حسن خاتمتك إن شاء الله وفعلا كانت الشهادة هي حسن الخاتمة لأبو المجد رحمه الله".

حياته الجهادية
يعتبر الشهيد القائد شعبان الدحدوح (أبو المجد) أحد أبرز قادة سرايا القدس في لواء غزة وقائد كتيبة الزيتون، وساهم أبو المجد وبشكل واضح في تطوير العمل العسكري داخل كتيبته فخرج جيلاً جهاديا مازال ماضياً على خطاه.
ولشهيدنا القائد أبو المجد بصمة واضحة داخل لواء غزة، فكان نشيطاً في أداء مهامه العسكرية التي توكل إليه، وشارك في العديد من المهمات العسكرية, حيث كان له الشرف في التصدي للعديد من الاجتياحات الصهيونية وخاصة في حي الزيتون وكان له بصمة في حرب 2008 م والتي قام فيها جيش الاحتلال باجتياح بعض مناطق غزة، وقاد أبو المجد معركة التصدي للاجتياح الذي حدث لمنطقة الزيتون واستبسل في التصدي للعدوان ، وأيضا شارك في الإشراف على العديد من مهمات إطلاق الصواريخ على أرضينا المحتلة.
وكانت له بصمات واضحة في معركة السماء الزرقاء عام 2012م التي خاضتها سرايا القدس حيث كان على رأس العمل ويشرف على المجاهدين ويجهزهم للتصدي لهذا العدوان الغاشم، فكان قائد كتيبة الزيتون يحضر ويشرف على تجهيز الكمائن ووضع الخطط اللازمة للتصدي لأي اجتياح في ذلك الوقت وأيضا كان يشرف على إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون والـ107 على أرضينا المحتلة .
ويسجل لشهيد أيضاً أنه كان احد القادة المشرفين على عملية كسر الصمت الصاروخية والتي ردت بها سرايا القدس بإطلاق أكثر من 130 صاروخ باتجاه مغتصبات غلاف غزة، وأيضا يضاف لسجل المجد انه كان من أبرز قادة معركة البنيان المرصوص التي استمرت 51 يوم فكان يشرف ويتابع خطط سير المعركة ويعطي الأوامر والتوجيهات الخاصة بكتيبته ويعزز روح المعنوية للمجاهدين فكان على مدار الوقت في الميدان ولم يغادره إلا شهيداً.

ارتقاء المجد
بتاريخ 21/7/2014م ارتقى الشهيد القائد شعبان الدحدوح شهيدا، بعد أن استهدفت طائرات العدو الصهيوني المكان الذي كان يتواجد فيه وسط مدينة غزة، فارتقى شهيدا وبقى مصيره مجهولا بسبب عدم العثور على جثته لمدة 15 يوما بسبب شدة الدمار والركام الذي خلفه القصف الصهيوني، ووجد جثمانه الطاهر تحت الركام بعد أعمال حثيثة للبحث عن جثمانه الطاهر أثناء المعركة الأخيرة، فرحل شهيدا كما تمنى وأحب مقبلاً غير مدبر.

رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناتهالفاتحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق